الرئيسية
إحياء ذكرى ميلاد النبي
وهجرته وإسرائه وجميع مواقف سيرته
صلى
الله عليه وسلم
بعد
حملة مسعورة على إحياء ذكرى سيرة ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم
وبعدما
ملئ بها الإنترنت بشكل لا يصدق فكان لزاماً ولو على طالب علم
واحد
أن يبين ذلك للمسلمين أهلنا السنة وخصوصاً بأن أكثر شيوخ السنة
يجتنبون
ويتورعون عن الخوض في الإنترنت والتلفاز ويكتفون بالتعليم في المساجد
فأقول
لأهلي المسلمين المؤمنين وكل من لا يزال قلبه حياً بحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولا يهمني أحد سواهم
المولد الشرعي الصحيح الذي
لا يوجد فيه مخالفات شرعية هو من أعظم السنن الحسنة التي تلقتها الأمة بالقبول
لما فيها من جمع الناس على
استذكار سيرته صلى الله عليه وسلم
ولما فيها من إظهار الشكر
لله على اليوم الذي تفضل الله فيه على الناس بالرحمة المهداة
لذلك تلقاها علماء السنة
بالقبول على مر الزمان
ولم يشذ أحد من المسلمين
أبداً على هذا المعنى ؟؟؟؟
حتى خطرت الفكرة مع
أفكار متعددة قبل 180سنة لمستشرق بريطاني
خبيث حاقد على النبي صلى الله عليه وسلم فأضافها
لسجلات وزارة
المستعمرات كفكرة محتملة لتفريق الأمة وهي : أن الفرح
بمولد النبي
وشكر الله على ذلك وإظهار ذلك ما هو إلا بدعة سيئة
والعياذ بالله
ووضع دليلاً وهمياً غبياً
فاضحاً مفضوحاً عند علماء السنة وأصول الفقه
لأن تحريم أي شيء أحلّه الله
يخشى من صاحبه أن يكون زنديقاً لأنه يلعب
بشرع الله فكيف يحرم ما ندب إليه الإسلام
بعموم مقاصده أو أباحه ؟؟
فمهما شكرت الله وفرحت بفضله
واستذكرت أيام فضله ورحمته فلا حرج
في ذلك لكن بشرط أن لا تعتبر تفاصيل ذلك بمنزلة
الفريضة من الدين .
والمحرم هو الزنى والتكفير
للمسلمين وعقوق الوالدين
والغفلة وعدم مشاهدة أنه
لا إله إلا الله .
وإن عدم فعل النبي صلى الله
عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم
لشيء لا يعني أن يكون محرماً
ما لم يرد نهي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن في زمننا 90% من الأشياء
لم تكن موجودة قبل ألف عام
فهل نحرم كل شيء من أمور
الدنيا التي اخترعها الإنسان
أو هل نحرم كل شيء من الخير
بحجة أنه كالعبادة يرجى منه الثواب
وهذا لا شك فيه مادام
فعلاً للخير
وهل دعانا الإسلام إلا للخير
مهما تعددت صوره ما دام لا يُنزَّل منزلة
الفريضة في الدين .
فإن قال المسلم لأخيه
(مثلاً) تقبل الله بعد الصلاة أو الصوم أو أي كلمة
طيبة ربما لم يتحدث بها الصحابة
بلغتهم برأي البعض
فلا يعني أن نحرم كل كلمة
طيبة لم يستخدموها بلغتهم
ما دامت لا تنزل منزل الفريضة من الدين .
فلو كان في قلبنا إيمان
وتحرق وحب للنبي صلى الله عليه وسلم لتحرينا
الحق وسألنا بأدب الفقهاء
المحققين
ليكشفوا لنا هذه الأفكار
الجاهلة أو الخبيثة الهدامة التي يغيظها ذكر النبي بخير ومدحه
واستذكار سيره وحث الناس
على إتباعه .
ولا يضرنا أبداً الناس الخبثاء
الغلاة الذين يرتكبون المخالفات الشرعية في بعض الموالد
فالله ينتقم منهم ومن مخالفتهم
لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
فحب الحبيب صلى الله
عليه وسلم ومدحه وذكر سيرته لا مساومة عليه أبداً
كما لا يجوز هدم الكعبة
بحجة ظهور أناس عبدوا الكعبة من دون الله مثلاً
فلا يجوز التعرض للنبي
والتقليل من شأنه وتحريم مدحه والطعن بآبائه
ومنع ذكر مولده وإسرائه
ولا يجوز التلميح والدعوة للإقلال من الصلاة
والسلام عليه ، فهذا ليس
سداً للذريعة بل داء الارتياب وشرر النفاق
لأن الباطل والكفر لا
يرد بالكفر والباطل وإنما بالإرشاد والإصلاح .
واعلموا أن الوقيعة بالنبي صلى الله عليه وسلم ردَّة عن
ملة الإسلام
محبطةٌ للعمل لا يستتاب فاعلها عند الجماهير من أهل
السنة
فأنصح أهلنا المسلمين أن لا يلعبوا بالنار وأنصحهم
بقراءة أصول الفقه
والاستنباط التي وضعها علماء السنة ليحفظوا القرآن
والسنة من المنحرفين
الذين ينادون بالقرآن والسنة دون مراعاة آداب الفهم
للنصوص .
اللهم أحينا بحب رسولك لأجلك
ومدحه واستذكار سيرته وجمع الناس عليها
واكفنا شرر المنافقين الذين
ماتت قلوبهم السوداء ولم يبق فيها ذرة من إيمان
فخاضوا في دينك بجهلهم وعقوله
الساذجة الخاوية وقلوبهم المريضة
وأدلتهم المهترئة وإن كانوا
يملكون المليارات ويستدرجون أهلنا
العوام لينقلوا لهم عدوى
الجفاء .
وصلى الله على الحبيب المحبوب
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وارض عن كل مؤمن صادق
تفجرت في قلبه أنهار حب نبيك صلى الله
عليه وسلم ابتغاء وجهك ومرضاتك وحدك لا شريك لك
.
